"بي بي سي": تحقيق يكشف عنصرية شرطي أسترالي قتل مراهقاً من السكان الأصليين
"بي بي سي": تحقيق يكشف عنصرية شرطي أسترالي قتل مراهقاً من السكان الأصليين
وصفت قاضية أسترالية وفاة المراهق من السكان الأصليين، كومانجاي ووكر، بأنها نتيجة محتملة لسلوك عنصري متجذر في جهاز الشرطة، مؤكدة أن ضابط الشرطة المتهم بقتله كان "عنصريًا" و"مغرمًا بالإثارة".
قدمت القاضية إليزابيث أرميتاج، اليوم الاثنين، نتائج تحقيقها في مقتل ووكر، البالغ من العمر 19 عامًا، على يد الشرطي السابق زاكاري رولف، في عرض مفتوح بمدينة يويندومو النائية، الواقعة شمال غرب مدينة أليس سبرينغز في أستراليا، حيث وقع الحادث عام 2019 وفق شبكة "بي بي سي" في نسختها الإنجليزية.
إطلاق النار ثلاث مرات من مسافة قريبة
أطلق رولف النار على ووكر ثلاث مرات من مسافة قريبة داخل منزله أثناء تنفيذ أمر توقيفه، بعد أيام من محاولته السابقة التي واجهت مقاومة من المراهق، الذي كان يحمل فأسًا. وأشارت أرميتاج إلى أن "رولف اتخذ سلسلة من القرارات الخاطئة"، أدت إلى تصعيد الموقف بشكل غير ضروري، وتعريض حياة زميله للخطر.
عنصرية متجذّرة
أكّدت القاضية أن رولف لم يكن حالة فردية، بل نتاجًا لثقافة مؤسساتية عنصرية داخل شرطة الإقليم الشمالي. وقالت إن "السلوك واللغة العنصرية كانا شائعين في مركز شرطة أليس سبرينغز"، مؤكدة أن "رولف كان مستفيدًا من هذه الثقافة السامة".
رغم تبرئة رولف من تهمة القتل في عام 2022، اعتبرت القاضية أن مواقفه العنصرية، و"احتقاره لشرطة الأدغال"، وسخريته من زميلاته، ربما أثرت في سلوكه أثناء تنفيذ الاعتقال.
تجاهل خطة توقيف مُعدة سلفًا
تجاهل رولف خطة اعتقال وضعتها زميلة له، واختار مواجهة مباشرة مع ووكر، رغم إدراكه لتاريخ المراهق النفسي. ووصفت أرميتاج ووكر بأنه "مراهق هش، عانى من صدمات واضطرابات انفعالية"، وكان من المفترض "إبلاغ الشرطة بهذا التاريخ لتجنب التصعيد".
وأشارت إلى أن رولف، الجندي السابق، كان "ينجذب إلى المواقف العنيفة"، ووجد في المداهمات مصدرًا للإثارة. بعد إطلاق النار، قام الضباط بجرّ ووكر خارج المنزل بطريقة غير لائقة، ثم نقلوه إلى مركز الشرطة، حيث توفي لاحقًا.
وقف الانتهاكات العنصرية
أوصت القاضية بـ32 إجراءً إصلاحيًا، من بينها وضع "اتفاقيات احترام متبادل" للحد من تسليح الشرطة في المجتمعات الأصلية، وتعزيز استراتيجية شاملة لمكافحة العنصرية داخل الأجهزة الأمنية، مع تحديد الأهداف والإعلان عن الالتزام بها.
وقالت أرميتاج في ختام كلمتها: "أشعر بالأسف لخسارتكم الفادحة"، موجهة حديثها إلى أسرة ووكر التي حضرت الجلسة.
عائلة ووكر: "التقرير محزن"
عبّرت أسرة ووكر عن حزنها بعد إعلان النتائج. وقالت ابنة عمه، سمارا فرنانديز براون، إن التقرير "مؤلم"، وأكدت أن العائلة ستدرس التوصيات بعناية.
من جهتها، أصدرت شرطة الإقليم الشمالي بيانًا وصفت فيه التحقيق بأنه "رحلة طويلة ومؤلمة"، وتعهدت بالعمل على ضمان عدم تكرار ما حدث.
شهدت أستراليا خلال العقود الماضية سلسلة من الوفيات المثيرة للجدل لأشخاص من السكان الأصليين أثناء احتجازهم، ما أدى إلى احتجاجات متكررة واتهامات متصاعدة بالعنصرية المؤسسية داخل الشرطة، وتعود قضية كومانجاي ووكر إلى عام 2019، عندما أطلق الشرطي زاكاري رولف النار على المراهق أثناء اعتقاله، وبعد تبرئة رولف عام 2022، طالب المجتمع المحلي بتحقيقات أوسع، وهو ما قاد إلى هذا التحقيق المطوّل، الذي سلط الضوء على التمييز العنصري الممنهج، وسوء استخدام القوة في أجهزة إنفاذ القانون بأستراليا.